وقد اشتهر حمام الشرايبي بسمعته الحسنة وجودة خدمته ونظافته وهو ما ورد ذكره في الخطط التوفيقية على لسان علي باشا مبارك حين قال "حمام الشرايبي وهو كبير جدا وله شهرة بالنظافة"، وكما اشار أرثر رونيه أن القادم من عطفة الحمام يرفل في نظافة وبهاء.
يتميز حمام الشرايبي بأنه حمام مختلط يقصده الرجال في الفترة الصباحية عبر بوابته الرئيسية بينما تقصده السيدات من بعد الظهر عبر بوابته الجانبية حيث توضع قماشة من الكتان على الباب الرئيسي تدل على أن الحمام يخدم السيدات في هذا الوقت وقد خرج منه كل العاملين من الرجال. الداخل إلى الحمام عبر بوابته الرئيسية يسير في دهليز ينتهي بدركاه (حجرة صغيرة) تفضي إلى "مسلخ الحمام" وهي قاعة رحبه يرتفع سقفها على ثمانية أعمدة ويتوسطها فسقية يعلوها شخشيخة وهنا يستقبله المعلم الجالس في كشك من الخشب ويحدد له أجرة الحمام اعتمادا على الخدمة المطلوبة، ويحضر "المحزم" مآزر يلف واحدة منها حول وسط المستحم وأخرى حول راسه وواحدة حول الصدر ويستلم منه ملابسه، ثم يأتي "الحمامي" فيقود المستحم عبر ممر به "بيت الكراسي" وهي دورات المياه ويصل به إلى "البيت الأول" وهي قاعة دافئة تهيئ المستحم لدخول "بيت الحرارة" وهي القاعات الساخنة وفي البيت الأول تنبعث الأبخرة والروائح الذكية ويتمطى المستحم على قطعة من القماش على المسطبة. وبعد فترة، بعد أن تكسو بشرته طبقة من الرطوبة يأتي "المكيساتي" ليبدأ في طقطقة مفاصل الجسم يليه المدلك و"اللاونجي" للقيام بعمليات التدليك. يدخل بعد ذلك المستحم إلى "المغطس" وبعد الخروج منه يقوم الحمامي بوضع الصابون والرغوة في إناء من النحاس وباستخدام الليف من قلب النخيل الناعم يقوم بسكب الماء والصابون على المستحم ثم يدلكه بالدهانات العطرية ويدثره بالشراشف ليعود إلى المسلخ ويرتدي ملابسه بعد أن نال قدرا كبيرا من الرعاية والنظافة والاستجمام.